|
|
كاتب الموضوع :
نسيبة الجزائرية
المنتدى :
نصرة الإسلام والمسلمين
بتاريخ : 12-14-2013 الساعة : 10:42 PM
من المسؤول عن موت أطفال سورية بردا وجوعا؟؟
د. عامر الهوشان
المسلم| 11/2/1435 هـ
من السهولة بمكان إلقاء مسؤولية موت أطفال سوريا من البرد والصقيع في المخيمات على طرف واحد , كان السبب المباشر في الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من عامين , والتي فاقمت من معاناة السوريين إلى حد الموت جوعا وبردا ومرضا , إلا أن ذلك لا يحل المشكلة ولن يحلها , فالسب والشتم وتحميل مسؤولية ما يحدث في الحرب غير مجد , وإنما المجدي هو تحمل المسلمين لمسؤولياتهم تجاه الواقع الذي يعيشه إخوانهم في سورية .
وإذا كان حل الأزمة السورية حلا جذريا يكمن في عودة الناس إلى بيوتهم ومنازلهم بعد إيقاف الحرب الدائرة هناك , وهو الأمر الذي لا يبدو أنه سيحصل قريبا رغم مرور قرابة ثلاثة أعوام على بداية الأزمة , فلا أقل من حلول شبه جذرية تضمن للسوريين حياة مستقرة حتى يأذن الله بفرج قريب سيأتي لا محالة ولو بعد حين .
لقد بذل المسلمون كأفراد ما يستطيعون لمساعدة إخوانهم السوريين , كما أن معظم الجمعيات الإسلامية والمنظمات الإغاثية تحركت وبذلت ما تستطيع أيضا , إلا أن حجم المأساة أكبر من أن تغطيه مساعدات الأفراد أو تحتويه إغاثة المنظمات والجمعيات , فالأمر يحتاج إلى جهود وإمكانيات دول , وهو الأمر الذي لا زال دون المستوى المطلوب .
لقد كان ضيق الأفق وقصر بُعد النظر هو السبب الأبرز لجميع مشكلاتنا , فقد ظن البعض أن الأزمة السورية يمكن أن تنتهي بأشهر أو سنة على أبعد تقدير , وتبعا لذلك فإن مخيمات مؤقتة يمكن أن تفي بالغرض لإيواء اللاجئين السوريين , ورغم ظهور عوار وخطأ هذا التقدير , ووضوح الرؤية ببعد الحل القريب العاجل الذي كان يظنه البعض , بل وظهور بعض الأزمات المشابهة لما يحصل اليوم باللاجئين السوريين , من خلال موسم الشتاء الماضي الذي غرقت فيه خيم اللاجئين بالزعتري , ناهيك عن المخيمات العشوائية في لبنان وبعض الأراضي السورية , والذي أدى لمعاناة كبيرة راح ضحيتها بعض أطفال ولاجئي سوريا , إلا أننا لم نفعل شيئا لمواجهة نفس السيناريو المحتمل في هذا العام .
ولو أردنا الحقيقة والواقع فإن المشكلة تبدأ من فكرة وجود مخيمات اللاجئين في بلاد العرب والمسلمين , فإذا كانت القومية العربية لم تفلح في فتح الحدود وإزالة الحواجز المصطنعة بين دولنا , فأين الإسلام الذي يجمعنا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام .
وإذا كانت مخيمات اللاجئين ضرورية تقتضيها السياسة والترتيبات الأمنية الخاصة بكل دولة , فلماذا لم تكن هذه المخيمات منظمة وقادرة على مواجهة موجات البرد والصقيع والثلج المميت ؟!!
...يتبع
|
|
|
|
|